نشطه جدا
دائما متفائله
تغدو وتروح تحلق عاليا على اسطح المنازل
وعلى المآذن وعلى سفاح الجبال
كبرت هذه الحمامه ولا زالت تطير وتحلق
وتلتقط من هنا وهناك الحبوب وبأجنجتها الجميله تسفق
فجأة وجدت هذه الحمامه الجميله تلتقط القش
ما ذا دهاك ايتها الحمامه أتبنين العش
بشرى بشرى بشرى
الحمامه ستضع بيضها
حتى تفقس حمامات صغيرة وتكون عائلتها
بنت الحمامه عشها الجميل واحبته جدا ففيه مقلتها
الشوق والحنين
واعتنت بالبيض من ايدي السارقين
او من اعتداء الطيور الاخرى او ربما من قط رزيل
بعد فترة ليست بالطويله
فرحت الحمامه فرحا عظيما لا تكاد السماء تتسع لفرحتها
كلا ولا الارض
لقد فقست البيضات ذكورا اربعه
الف الف الف مبروك
اصبحت تغذي الحمامه صيصانها واخذت الصيصان تكبر وتكبر
ولكن للان الحمامات لا تكاد تجيد الطيران
في صباح ذلك اليوم وقبل بزوغ نور الشمس الراءعه
وقبل ان ترسل الشمس اشعتها الجميله الدافئه
طارت تلك الحمامه تلتقط المؤونه لابنائها
ويا له من يوم
حين عادت
تساءلت مرات ومرات
هل هذا العش الذي تركته قبل قليل
هل هذه هي الشجرة
هل انا احلم ام انا في يقظه
كان لا بد من مواجهه الواقع
والاعتراف بأن هذا العش هو عشها
دخلت والدهشه تملؤ قلبها
دخلت فاذا باحد ابنائها مذبوح راسه ملقى عن جثته بعيدا
والدماء سالت مغطيه ارضيه العش
الابن الاخر
يا ويله
لقد قطعت جناحاه
فما عاد قادرا على الحركه
كلا ولا الصدمة ابقته قادرا على الكلام
كسرت جناحاه
فلماذا يعيش وكيف يعيش
يسأل هذا الابن نفسه
يسأل امه يسأل الشجرة ويسأل العش
ما ذا دهاك ايتها الحمامه
أأنساكي هول ما رأيتي ابنك الثالث
نعم هنا أيضا مصيبه كبيرة اخرى
الابن الثالث اسره الثعلب ومضى به بعيدا
الى اين الى اين الى اين
لا احد يعلم لا الاهل يعلمون ولا الجيران
الى متى الى متى الى متى
لا احد يعلم وننتظر احداث الزمان
ذهب الابن الثالث فهو الان رهن رحمة الثعلب
فهل ينتصر الابن الثالث او يغلب
ماذا دهلك ايضا ايتها العصفورة
هل انتي دائما تنسين ابنائك اين ابنك الرابع
هذا امره سهل والجيران يعلمون اين هو نعم يعلمون حق المعرفه
لقد فر هذا الابن حاملا معه كل ذكريات ذلك اليوم ومذكراته
حمله ثقيل
لقد هاجر ولجأ الى غابه مجاورة
هاجر لان اخهل الغابه قالوا له والله لننتصر لك
فستعود قريبا
نعم ستعود وسنقتل الثعلب ونلقيه في البحر
قالوا له ستعود ولكن لن ترى اخوك لانه مات
قالوا له ستعود ولكن لن ترى اخوك الاخر لانه مأسور
قالوا له ستعود وترى فقط فقط فقط
اخوك بدون جنحان
وامك المكلومه المحزونه التي لم تفرح منذ زمان
جلس هنا وانتظر النصر وانتظر وانتظر والى اليوم ينتظر
صبر وصبر وصبر حتى مل منه الصبر
فكر وفكر واخيرا قرر
قرر قرارا شجاعا وبطل
لا تؤاخذوه لانه بفكرته هذه تأخر
كونه كان صغيرا في العمر
قرر ان الى بلاده سيعود ويطرد الثعلب وينتقم للجدود
يا للهول يا للمصيبه يا للكارثه
اكتشف مسكين انه يعيش في قفص
لا يسمح لك ان تعود ابدا
لا يسمح لك ان تتعدى الحدود
بنادقنا تتربص بك
اجلس هنا والى وطنك لن تعود
استغرب الطائر الحزين وسألهم لماذا
قالوا له مواثيق بيننا وعهود
اتحسبنا نخون كاليهود
قالوا له اجلس هنا ولك كرت المؤن هديه
اجلس هنا اخرس اخرس لا تتكلم عن القضيه
ان تكلمت او فكرت سنجلدك جلدات وجلدات
ولن تنفعك عندها كل التوسلات
اجلس وانتظر الحل
لا تمل فلا داعي ابدا للملل
هناك الام ما زالت تعيش
كلما اشرقت الشمس تأملت ان تحمل معها اشعتها ابنها اللاجئ البعيد
او ان يفك اسر ابنها وينكس قيد الحديد
او ان تنموا جناحات ابنها من جديد
طال الزمان وطال
ستون علم وهي بين القيل والقال
مفاوضات
مؤامرات
ومؤتمرات
والآهات هي الآهات
تقاوم هذه الحمامه وتقاوم
رغم الحصار تقاوم
رغم الجوع تقاوم رغم المرض تقاوم
ولكن للاسف هناك من مع الثعلب يساوم
سألتهم مرة وقالت على ماذا تساومون
على ابني القتيل الدفون
ام على ابني الجريح المحزون
ام على ابني الاسير المهيون
ام على ابني المشرد في مخيماتكم مسجون
على ماذا تساومون
هل انتم على حق ام نحن من شده الاصابات اصبحنا في جنون
قالوا ابنك الذبيح رحمه الله انه شهيد شهيد
قالوا ابنك الاسير بطل مقيد بالحديد بالحديد
قالوا ابنك الجريح جريح جريح
فالوا ابنك المشرد يصيح ويصيح
هييييييييييييييييييييييييييييي
ملؤوا الشوارع من هذه الصيحات
واصبحوا يتغنون فيها في المهرجانات
ولكن ماذا نفعتها هذه الكتابات
لا بد ان تستيقظي ايتها الحمامه من هذا السبات
وان تعلمي جيدا ان هذا كلام معسول
والى الحقيقه والواقع لن يؤول
هكذا الحمامه الى نفسها تقول
طارت عاليا وقالت لنفسها سأقاوم
قاومت وقاومت وقاومت
فقال المتفيقهين القت بنفسها الى التهلكه
فردت ما بال هذه العبارات المستهلكه
بدمي ودمي ودمي
سأشتري شرفي وكرامتي
ولا زالت الحمامه تقاوم
ملئت الجراحات
وتناقلت اخبار الاصابات
مرة من ذات المرات
وقفت الحمامه على مئذنة جامع المدينه
وظنت نفسها المسكينة انها هنا حصينه
يااااااااااااااا لهول ما حدث وصار
على الحمامه اطلقت دبابه النار
سقطت الحمامه على الارض صريعه
فهبت فرق الاسعاف سريعه
منعت من الثعلب من الوصول
نزف دم الحمامه ونزف والحمامه تتألم
وتحاكي نفسها وتتكلم
عرفت انها في اخر لحظات حياتها ولن تجبر
بكل عزم طارت الى المئذنه وكتبت
انا فلسطيني والله اكبر